بخارى الذهب. القصة الحزينة لآخر أمير بخارى. من MBAND إلى Timati
من اليسار: نوزيم جومايف (مكسيم بوخارسكي) وتختار توليشوف
باستخدام نفوذ كبار المسؤولين من الإدارات الأمنية في أوزبكستان، يرتكب زعيم الجريمة نوزيم جومايف جرائم خطيرة بشكل خاص حتى أثناء وجوده في السجن. نوزيم جومايف معروف أكثر باللقب مكسيم بخارى، حيث أنه بحسب بعض المصادر من مواليد بخارى. ومع ذلك، ربما تكون هذه "أسطورة"، لأنه وفقا لمعلومات أخرى، ولد نوزيم جومايف في تركمانستان في تشاردتشو.
وبحسب المصادر، فقد تم تجنيده من قبل الخدمات الخاصة في التسعينيات، عندما كان يقضي عقوبة السجن الأولى في إحدى المستعمرات. وبشكل عام، أدين نوزيم جومايف ثلاث مرات، بين عامي 1994 و2002. علاوة على ذلك، بموجب اتهامات خطيرة إلى حد ما - قتل شخص والابتزاز والسرقة.
بين السجناء، أصبح نوزيم جومايف مشهورا تحت لقب مختلف. أطلق عليه لقب الجلاد رقم واحد، لأنه ارتكب جرائم ضد السجناء المدانين بسبب آرائهم الدينية والمعارضين لنظام الرئيس كريموف. بالإضافة إلى ذلك، يتعامل مكسيم بوخارسكي مع رواد الأعمال المسجونين بناءً على تعليمات منافسيهم.
سمحت له العلاقات الوثيقة مع ممثلي حكومة كريموف بفتح أي خلية تقريبًا في أي مستعمرة تابعة لـ GUIN. غالبًا ما زار جومايف مستعمرة 64/21 في بيكاباد، ويمكنه بسهولة دخول مستعمرة جاسليك. Tashprison متاح له أيضًا. بالنسبة له، من السهل قتل شخص ما، أو إلحاق أذى جسدي خطير به، أو ارتكاب أعمال عنف جنسي ضده. هناك أدلة على أن جوماييف يضرب رأس السجين على جدران زنزانته حتى يفقد وعيه، ثم يركله في كليتيه وكبده، مما يتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لصحة الضحية. وقد جذبت قسوته وانعدام ضميره اهتمامًا خاصًا من عملاء البنك الوطني السويسري، الذين أخذوه تحت حمايتهم.
وقد أشاد به رجال الأعمال في بخارى. على سبيل المثال، تبرعت له شركة مظفر فايز للأثاث بمطعم في بخارى. لقد كان متورطًا في الابتزاز والابتزاز منذ التسعينيات من القرن الماضي.
رجال الأعمال الذين جذبت رؤوس أموالهم انتباه كبار المسؤولين أو بنات إسلام كريموف أصبحوا أيضًا ضحايا لنوزيم جومايف. يجبر هو وأعضاء جماعته الإجرامية العديد من رواد الأعمال على التخلي عن ممتلكاتهم لصالح أطراف ثالثة تحت التهديد بالانتقام من أحبائهم أو العنف الجنسي. في أوزبكستان، تكاد تكون التحقيقات في هذا النوع من الجرائم معدومة، والضحايا هم من يقع عليهم اللوم.
لفترة طويلة، ظل الأخوان خيوت وجفدات شريفخوجييف رعاة له. وكان خيوت شريف خوجاييف يشغل في ذلك الوقت منصب نائب رئيس جهاز الأمن القومي الأوزبكي برتبة جنرال. وفي وقت لاحق، انتهى الأمر بخيوت شريفخوجاييف نفسه في مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة في عام 2015 للاشتباه في تورطه في الفساد.
وتم اعتقال نزيم في فبراير/شباط 2015 بتهمة شراء وتخزين مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية. وبحسب المصادر، فقد تم العثور على نوزيم جومايف وبحوزته نصف كيلوغرام من المخدرات المخدرة. وتقول مصادر أخرى إن نوزيم جومايف اعتقل بعد أن تم استدعاؤه خصيصًا من موسكو إلى طشقند العام الماضي وإحضاره للمشاركة في استجواب ضباط الأمن الوطني السويسري. ووفقا للمصادر، فقد تم "إبعاد نوزيم جومايف عن الأنظار" على وجه التحديد لأنه أصبح متورطا في أسرار جهاز الأمن القومي.
وتأكد نوزيم جومايف من أن الألسنة "مُحررة" وأن ضباط جهاز الأمن الوطني قاموا بسرعة بكتابة الاعترافات أثناء الاستجواب. قبل ذلك، عاش نوزيم جومايف بشكل دائم في موسكو.
أُجبر أقارب موظفي البنك المركزي السويسري السابقين المسجونين في سجن بيكاباد على دفع الكثير من المال حتى لا يُسمح لنوزيم جومايف بالاقتراب من المدانين. وفقًا للمصادر، قدم نوزيم جومايف مساهمة كبيرة في الاعتراف بذنب 12 موظفًا سابقًا في البنك المركزي السويسري في ريادة الأعمال غير القانونية والفساد واختلاس الأموال العامة.
وبعد الحكم على 12 من موظفي جهاز الأمن القومي بالسجن لفترات طويلة، دخل نوزيم جومايف نفسه إلى السجن في ديسمبر من العام الماضي. وتقول مصادر تعرف نوزيم جومايف إن اعتقاله لا علاقة له بـ”نصف كيلوغرام من المخدرات”.
— نوزيم جومايف، شخصية معروفة في عالم الجريمة، هو صاحب مطعم Blue Domes في بخارى. ومن المستحيل أن يصدق أن منفذ العقوبة، بأمر من جهاز الأمن الوطني، يمكن أن يحمل معه نصف كيلوغرام من المخدرات. أصبح نوزيم جومايف على دراية بأسرار كبيرة، لذلك تم التستر عليه. وقال المصدر: "أعتقد أن البنك الوطني السويسري يقف وراء اعتقال نوزيم جومايف".
المؤسسة التجارية "بلو كوبالا" في مدينة بخارى، التي حصل عليها ناظم جومايف من خلال عملية استحواذ من قبل المهاجمين
تحدثت مصادر مستقلة عن بعضها البعض عن علاقات نوزيم جومايف الوثيقة مع البنك الوطني السويسري. ووفقا لهذه المصادر، كان نوزيم جومايف يشرف عليه سيرجينكو من البنك الوطني السويسري.
شريفخوجاييف
ومن الجدير بالذكر أن الأخوين خيوت وجفدات شريف خوجييف، اللذين شغلا سابقًا مناصب مؤثرة في أجهزة المخابرات الأوزبكية وجلبا جومايف إلى خدمتهما، شاركا في عملية مصادرة ممتلكات الابنة الكبرى لرئيس أوزبكستان غولنارا كريموفا. ، التي فقدت حظوتها بشكل غير متوقع لدى والدها في نهاية عام 2013. تم إغلاق مشروع تجاري تملكه كريموفا في أوزبكستان، وتم اعتقال أشخاص مقربين منها، وتمكن بعضهم من مغادرة البلاد.
وفي وقت لاحق، في مقابلاتها مع المنشورات الغربية وعلى صفحتها على الشبكة الاجتماعية، ذكرت تويتر أسماء مسؤولين أوزبكيين رفيعي المستوى، ومن بينهم أسماء الأخوين شريفخوجييف، الذين، في رأيها، قاموا بأخذ الشركات وشاركوا فيها. في سرقة الأموال العامة.
وتشير المصادر إلى أن شؤون هؤلاء المسؤولين الذين ذكرت غولنارا كريموفا أسمائهم «لا تسير على ما يرام». في منتصف يوليو 2015، بقرار من السلطات الأوزبكية، تم إدراج عقارات باهظة الثمن في منطقة طشقند مملوكة لمسؤولين رفيعي المستوى في البلاد، ولا سيما الأخوين هايوت ودزهافدات شريفخوجييف، على "القائمة السوداء" الحكومية. هدم.
ووفقا للمصدر، يمكن أيضًا تقييم الوضع المتعلق بالأخوين شريفخوجاييف على أنه انتصار للمجموعة التي يقودها جنرال آخر في البنك الوطني السويسري، شوخرات جولوموف. في الآونة الأخيرة، كانت هناك مجموعتان، بقيادة الجنرالين شريفخودزاييف وجولوموف، تتقاتلان من أجل قيادة جهاز الأمن القومي.
ويُزعم أن مجموعة شريفخوجاييف كانت تحت رعاية رئيس الوزراء شوكت ميرزياييف، وكان شوخرت جولوموف من مؤيدي جولنارا كريموفا.
جوفدات شريف خودجاييف، الرئيس السابق لإدارة مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، وعقيد بجهاز الأمن الوطني في أوزبكستان. وهو متهم بريادة الأعمال غير القانونية والفساد واختلاس الأموال العامة. وفي نهاية عام 2014، وفي جلسة مغلقة للمحكمة العسكرية في أوزبكستان، حُكم على جوفدات شريفخوجاييف بالسجن لمدة 4 سنوات. وهو يقضي عقوبته في سجن شديد الحراسة 64/21 لضباط الأمن السابقين في منطقة بيكاباد في منطقة طشقند.
لبعض الوقت، تمت رعاية الجلاد نوزيم جومايف، من خلال رئيس شركة زيروماكس ميراديل جلالوف، من قبل الابنة الكبرى للديكتاتور إسلام كريموف، جولنارا كريموفا. نوزيم جومايف وميراديل زالالوف صديقان منذ فترة طويلة، حتى أنهما قضيا مدة عقوبتهما في نفس الزنزانة.
لم يسافر نوزيم جومايف مؤخرًا خارج آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة باسمه الخاص. منذ وقت ليس ببعيد كان في أورومتشي (الصين) للعمل مع شركة أبوساهي، التي يرأسها تيمور تيلييف، زوج الابنة الصغرى لإسلام كريموف، لولا كريموفا. غالبًا ما كان يزور روسيا - مع القلة الروسية من أصل بخاري - وفي كازاخستان.
أصبح رجل الأعمال الشهير شيمكنت تختار توليشوف، بمساعدة نفس مكسيم بوخارسكي، مالكًا للعديد من العقارات التجارية في أوزبكستان - فندق شوبيت ومصنع الطلاء ومصنع ليازات للحلويات. وأصبح أيضًا أحد المساهمين الرئيسيين في بنك أوزبرومستروي.
Tuleshov هو أيضًا مالك ومدير شركة Darkhan القابضة الكبيرة، والتي تضم مصنعًا للزجاج، والاتحاد الزراعي لجنوب كازاخستان، واستوديو أفلام Shymkent Pictures وعددًا من الشركات الأخرى. وهناك فروع لهذه الشركة في روسيا وقيرغيزستان وطاجيكستان.
دعونا نلاحظ أنه أصبح معروفًا أيضًا أن Tuleshov لم يستخدم خدمات السلطات الجنائية عبثًا. قام بتمويل كل من نوزيم جومايف وجافور رحيموف. وهناك أيضًا أدلة على أن تختار توليشوف نفسه هو زعيم مجموعة عصابات التقطت صوراً ومقاطع فيديو لتعذيب الناس وتعذيبهم. وأظهر تحقيق الصحفيين أنه بناءً على تعليمات توليشوف، ارتكب عنصر العصابات في مجموعة الجريمة المنظمة التابعة له عددًا من جرائم القتل والاختطاف والضرب للأشخاص.
يشتبه في قيام توختار توليشوف بتمويل مجتمع إجرامي عابر للحدود الوطنية. كما تم تأسيس أقرب علاقاته. وكان من بينهم إلياس سلطانوف (إلياس)، الذي قُتل عام 2013، وكذلك لص القانون، زعيم الجريمة.
خلال التحقيق الصحفي، تم الحصول على أدلة وثائقية لا يمكن دحضها على تحويلات منتظمة لأموال كبيرة من توليشوف إلى هؤلاء الأفراد بمساعدة ومشاركة مباشرة من جافور رخيموف ونوزيم جومايف.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت التحقيق أن توليشوف وعدد من شركائه كانوا يستعدون للاستيلاء العنيف على السلطة، بما في ذلك تنظيم بؤر التوتر الاجتماعي وأعمال الشغب والاحتجاجات على أراضي كازاخستان. كما أصبح معروفًا، خطط شركاء رفيعو المستوى لرجل الأعمال توليشوف لرئاسة المحكمة العليا ووزارة الشؤون الداخلية لجمهورية كازاخستان.
احتجاز المتواطئين
وكما أفاد KNB في بداية يونيو من العام الماضي، تم اعتقال عدد من شركاء توليشوف. من بينهم: النائب الأول السابق للمدعي العام لجمهورية كازاخستان، عضو سابق في المجلس الدستوري لجمهورية كازاخستان، مستشار الدولة للعدل من الدرجة الثانية إلياس بختيباييف، الرئيس السابق لإدارة الشؤون الداخلية لمنطقة جنوب كازاخستان اللواء خيرات الله دوسكالييف، النائب الأول السابق لرئيس إدارة الشؤون الداخلية لمنطقة جنوب كازاخستان، العقيد في الشرطة ساكن أيتبيكوف، قادة الوحدتين العسكريتين 35748 و55652 للقيادة الإقليمية "الجنوبية" لوزارة الدفاع بجمهورية كازاخستان والعقيدان بيكزات جومين وخيرات بيرنيباييف على التوالي.
أثبت التحقيق أن بختيباييف ودوسكاليف كانا على علم بخطط توليشوف للتحضير للاستيلاء العنيف على السلطة ودعمهما بالكامل. بعد الانقلاب، كان من المقرر أن يشغلوا منصبي رئيس المحكمة العليا ووزير الداخلية، على التوالي.
قام شركاء آخرون - قادة الوحدات العسكرية Zhumin وPernebayev - بمكافآت مالية غير قانونية، بتزويد Tuleshov بالطائرات المقاتلة والمعدات العسكرية والأفراد العسكريين بأسلحة قياسية للمشاركة في حدث رياضي عسكري خاص، نظمه وعقده في أغسطس 2015 في جنوب كازاخستان .
وقال ممثل KNB: "ساكن أيتبيكوف متهم بارتكاب مخالفات بناء على أوامر مباشرة من توليشوف". وعقد توختار توليشوف أحداثا رياضية عسكرية واسعة النطاق العام الماضي لإثبات جدية نواياه.
نوايا جدية
ولإثبات لشركائه جدية نواياه وقدراته التنظيمية، في أغسطس 2015، أقام توليشوف، تحت ستار الاحتفال بعيد ميلاد والده، أحداثًا رياضية عسكرية واسعة النطاق في منطقة جنوب كازاخستان، تمكن فيها من إشراك العسكريين. أفراد مزودون بأسلحة عادية ومعدات عسكرية ثقيلة وثلاث طائرات مقاتلة تابعة للوحدات العسكرية للقيادة الإقليمية جنوب وزارة الدفاع.
بدعوة خاصة من توليشوف، وصل ممثلو الشركات العسكرية الأجنبية الخاصة، من يسمون "المرتزقة"، إلى هذا الحدث وأظهروا مهاراتهم في القضاء على شخص محمي وحمايته من الهجوم.
عيد ميلاد توليشوف
ليس من المستغرب أن يتم لفت الانتباه إلى لقطات حفل عيد ميلاد تختار توليشوف، التي ظهرت على موقع يوتيوب في عام 2010، حيث كان الضيف الرئيسي لرجل الأعمال الكازاخستاني هو جافور رخيموف، الذي قاد سيارة رولز رويس مع لوحات ترخيص شيمكنت X001AA. من المنشورات المتخصصة في كل من الدول الغربية وروسيا.
بالمناسبة، يبدو أن التصوير الفاضح تم في عام 2009. في الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد أنها تم إجراؤها بأمر من وكالات إنفاذ القانون في كازاخستان، التي تابعت عن كثب الاحتفالات في شيمكنت، ولديها ضغينة خاصة بها ضد غافور رحيموف وتختار توليشوف المرتبطين به. ويتجلى ذلك بشكل غير مباشر من خلال حقيقة أنه في ديسمبر 2009، وبشكل غير متوقع بالنسبة لتوليشوف نفسه، حاولت الشرطة بمساعدة وحدات القوات الخاصة العثور على أسلحة من المساهم الرئيسي في شركة Shymkentpivo LLP.
زائر متكرر لروسيا
من المحتمل أن هذا الصراع مع ضباط إنفاذ القانون الكازاخستانيين أجبر تختار توليشوف على زيارة روسيا بشكل متزايد. صحيح أنه لم يلفت انتباه الصحافة الروسية والكازاخستانية، ولم يتم إدراجه ضمن الخبراء أو ممثلي أي منظمة. على الرغم من حقيقة أنه أشار في سيرته الذاتية إلى أنه كان أيضًا رئيسًا لمجلسين من الخبراء التابعين لمجلس الدوما في الاتحاد الروسي، وكان مستشارًا للزعيم الأعلى لاتحاد جمعيات القوزاق العامة في جمهورية كازاخستان وكان المتعلقة بـ "المجتمع الروسي" في كازاخستان.
وبصدفة غريبة، فإن محركات البحث في كل هذه المنظمات دون استثناء، عند كتابة اسمه الأخير في السطر المقابل، تعطي نتيجة صفر.
ومن المستحيل أيضًا العثور على مقالاته كمراسل لمجلة "التهديدات غير المتماثلة والصراعات منخفضة الشدة". بالمناسبة، وفقا لمعلومات من الخدمة الفيدرالية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجماهيرية، تم تسجيل هذه المجلة رسميا فقط في 7 نوفمبر 2013. على الرغم من وجود إشارات منفصلة إليها في كل من عامي 2008 و2009.
خبير توليشوف
مهما كان الأمر، بعد الوقائع الفاضحة للفترة 2009-2010، يظهر أول ذكر لتختار توليشوف فقط في فبراير 2012. في مدونته LiveJournal، يصف أوليغ زينور، وهو على الأرجح صحفي دولي، لقاءً في سانت بطرسبرغ مع "معارفه القديم" من كازاخستان، تختار دجوسيبوفيتش توليشوف. تظهر هنا أيضًا مقابلة موسعة مع توليشوف، يشارك فيها أفكاره حول الوضع في جمهورية كازاخستان، موضحًا سبب ظهوره كخبير في مجلس الدوما في الاتحاد الروسي.
يشعر توليشوف بالقلق بشكل خاص بشأن الاتجاه الملحوظ في كازاخستان نحو النزوح الاصطناعي المزعوم للغة الروسية من الحياة اليومية (اقتباس): "على سبيل المثال، ينتهك بعض المسؤولين الإقليميين محليًا قانون "اللغات في جمهورية كازاخستان" من خلال توظيف الأشخاص الذين لا يتحدثون لغتين للعمل في الجهات الحكومية، أو يتعمدون تجاهل اللغة الروسية. نتيجة لذلك، نحصل على موقف حيث لا يستطيع شخص مسن، الذي لن يتعلم لغة الدولة بسبب عمره، عند دخول هذه المؤسسات، الحصول على مساعدة مؤهلة أو لا يمكنه الحصول على المعلومات ذات الاهتمام، حيث يتم تقديم كل شيء باللغة الكازاخستانية فقط .
ماذا سيحدث إذا لم يتلق هذا الشخص، لنفس الأسباب، مساعدة مؤهلة في مؤسسة طبية أو خدمات الإنقاذ؟ إن مثل هذه الإجراءات تنتهك بشكل صارخ الحقوق الدستورية للمواطنين وتنتهك بشكل مباشر سياسة اللغة التي يتبعها الرئيس.
بعد نشر مواد حول "اجتماع سانت بطرسبرغ"، أصبح ظهور توليشوف كخبير في مختلف المنشورات الروسية منتظمًا نسبيًا. لذلك في عام 2013، أصبح هو ومدير مركز تحليل التهديدات الإرهابية والصراعات منخفضة الحدة راميل لاتيبوف (بالمناسبة، شخصًا غير مرغوب فيه في أذربيجان) مشاركًا في برنامج "بانوراما" المخصص للوضع. في أفغانستان على قناة Rusiya Yaum TV.
وبعد ذلك بقليل صدر كتابه "التكامل الأوراسي". بناء المستقبل". ويكتب فيه على وجه الخصوص: “فقط الأشخاص غير الأكفاء يمكنهم الادعاء بأن الفضاء الأوراسي يمكن أن يزدهر في حالته المجزأة حاليًا. إن العزلة الاقتصادية والثقافية الذاتية هي استجابة غير كافية على الإطلاق لتحدي العولمة. وربما شارك توختار توليشوف في الوقت نفسه أيضًا في عملية تحرير الرهائن في ليبيا، والتي حصل بسببها في أغسطس 2015 على وسام صانع السلام، الذي قدمه له أحد قادة الفرقة الروسية التابعة للأمم المتحدة. مركز الشرطة (الإنتربول)، العقيد في الشرطة العامة فياتشيسلاف بافلوف. تقوم وسائل الإعلام الروسية الرائدة بتغطية هذا الحدث على نطاق واسع.
ومع ذلك، لا ينسى تختار توليشوف أنشطته الخيرية. قليل من الناس يعرفون أنه في يونيو 2015، أصبح رجل أعمال من شيمكنت أحد رعاة الأحداث واسعة النطاق لعام روسيا في موناكو. وبمساعدته ومشاركته صدر كتاب Les Grimaldi et la mer Noire ("غريمالدي والبحر الأسود")، وعقد حوله مؤتمر علمي. بفضل Tuleshov، تمكن سكان مونت كارلو من مشاهدة الأداء الحصري لنجوم الباليه مسرح البولشوي.
احتجاز
ليس من المستغرب أن ردة فعل وسائل الإعلام الغربية والروسية جاءت فوراً تقريباً بعد اعتقال توختار توليشوف في شيمكنت، حيث تم العثور على أسلحة ومخدرات وبعض المؤلفات. وكانت رويترز من أوائل الذين تفاعلوا مع الحدث، خاصة مع الإشارة إلى أن رجل الأعمال من كازاخستان معروف بعلاقاته الوثيقة مع روسيا. وقد التقطت دويتشه فيله وكوميرسانت وحتى إذاعة صوت أمريكا رسالة وكالة الأنباء البريطانية على الفور.
في الوقت نفسه، على عكس المنشورات الأخرى، لم يقتصر الأمريكيون على ذكر الحقيقة فحسب، بل اقترحوا (وهو ما لم يُلاحظ من قبل) أن اعتقال رجل أعمال يمكن أن يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين موسكو وأستانا بشكل خطير.
ومع ذلك، كيف ستتطور الأحداث الأخرى، سوف يصبح واضحا قريبا جدا. وفقًا للمادة 128 من قانون الإجراءات الجنائية في كازاخستان، يمكن أن يستمر الاحتجاز للاشتباه في ارتكاب جريمة لمدة 72 ساعة، وبعد ذلك يجب إما توجيه التهم إلى المشتبه به أو إطلاق سراحه بتعهد منه، أو حتى إغلاق القضية تمامًا. على أية حال، يمكن القول أن اعتقال توليشوف البارز كان ينبغي أن يتم بموافقة مباشرة من أستانا. على الرغم من أنه، استنادًا إلى التعليقات التي ظهرت في العديد من المنشورات الكازاخستانية التي تحمل نفس المحتوى، يُزعم أن الأشخاص المرتبطين ارتباطًا وثيقًا برجل الأعمال الأوزبكي الروسي جافور رحيموف هم وراء هذا الاعتقال.
عائلة
وفي الختام، بضع كلمات عن أبناء توختار توليشوف، الذين ذكرهم في كلمته راميل لاتيبوف، مدير مركز تحليل التهديدات الإرهابية والصراعات منخفضة الحدة. تمكن المحررون من العثور على أسماء 7 فقط من أصل 13 يحملون الاسم العائلي تختاروفيتش. بالإضافة إلى ابنتيه سيفيل ودانيال، اللتين شاهد مقاطع الفيديو الخاصة بهما مئات الآلاف من الأشخاص على الإنترنت، لدى تختار توليشوف أبناء أرمان وأرسين وبخيتزان وكانات وتوليغن. يُعرف الأخير بأنه المدير العام لشركة Shymkentpivo LLP، بالإضافة إلى مشاركته في سباقات الدراج في شوارع شيمكنت وهو يقود سيارة Bentley Continental GT في أغسطس 2010. في نفس السيارة، بيضاء فقط، تمت الإشارة إليها في التعليقات على سباقات الشوارع، والقيادة حول شيمكنت وإشبيلية.
من MBAND إلى Timati
من المستحيل عدم الاعتراف بأن تختار توليشوف هو الأب الذي يعتني بأطفاله. ويبدو أنه لم يرفض لهم أي شيء. لقد شاهد عدد كبير من الأشخاص بالفعل مقطع فيديو من استوديو ArtGroup KZ، يُظهر مدى الاحتفال بعيد ميلاد ابنته الكبرى إشبيلية. جزء من مقطع فيديو ظهر على الإنترنت في 2 فبراير من الاحتفال بعيد ميلاد دانيال أصغر أفراد عائلة تختاروفيتش، والذي تم تنظيمه بناءً على كتاب جون تولكين "سيد الخواتم"، أذهل الجميع تمامًا دون استثناء بحجمه.
من الغريب أنه وفقًا لمعلومات من وكالات الحفلات الموسيقية الروسية، مقابل أداء مجموعة MBAND العصرية حاليًا، والتي منتجه كونستانتين ميلادزي، سيتعين على العميل دفع مبلغ 15 ألف يورو. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يتضاعف سعر مشاركة فرقة شعبية في حفلات الشركات وأعياد الميلاد.
كما تؤخذ في الاعتبار المسافة من العواصم، ومدة السفر من المطار إلى مكان الاحتفال، وعدم وجود فنادق خمس نجوم قريبة. ومع ذلك، فإن مجموعة MBAND هي واحدة من فناني الأداء "الميزانية" في مجال الأعمال التجارية الروسية. ويطلبون ما بين 20 إلى 40 ألف دولار مقابل أداء نجم البوب الأوكراني إيفان دورن. في حين أن مدة الظهور في المهرجان لمدة 10 دقائق، تبلغ تكلفة المغني تيماتي المشهور ليس فقط في دول الاتحاد السوفييتي السابق، ولكن أيضًا في الخارج، ما لا يقل عن 25 ألف يورو.
أصول تختار توليشوف
ليس من الصعب تخمين أن إقامة احتفالات من هذا النوع تتطلب مصدر دخل ثابت. لا جدوى من التخمين بشأن عائدات الأعمال غير القانونية التي قام بها توختار توليشوف، والتي تتحدث عنها وكالات إنفاذ القانون في جمهورية كازاخستان، دعونا ننتبه فقط إلى الأصول التي يمتلكها رجل الأعمال المحتجز بشكل علني نسبيًا.
أشهر الشركات هي واحدة من أكبر شركات التخمير في البلاد - Shymkentpivo LLP، والتي ليس مؤسسها Tokhtar Tuleshov فحسب، بل منذ عام 2002 شغل منصب رئيس مجلس الإدارة لعدة سنوات.
لا توجد معلومات حول المساهمين وتكوين مجلس إدارة شركة Shymkentpivo LLP في أي مكان. وفقًا لشركة FINAM الروسية القابضة، في أكتوبر 2006، اشترت Shymkentpivo LLP 42.3% من أسهم شركة Marvel Juice OJSC، أكبر منتج لعصائر الفاكهة والمشروبات الغازية في أوزبكستان، مما رفع حصتها إلى 50% في ديسمبر من نفس العام. تمتلك شركة Marvel Juice، التي تنتج منتجاتها تحت العلامة التجارية Tip Top، مرافق إنتاج في Namangan وAndijan بحصة سوقية محلية تقريبية تبلغ 20-25%. منذ عام 2006، لم تظهر الصحافة معلومات حول تغيير ملكية Marvel Juise.
نبات شيمكنبيفو
في ديسمبر 2014، ذكرت وسائل الإعلام الكازاخستانية أنه منذ عام 2007، كان توختار توليشوف هو مالك شركة Holding-Darkhan LLP، والتي تُعرف اليوم باسم Darkhan Group LLP، وباعتبارها الموزع الحصري لشركة Shymkentpivo، لديها فروع ليس فقط في جميع أنحاء العالم. المدن الكبرى في كازاخستان، ولكن أيضًا في عاصمة أوزبكستان - طشقند. تفاصيل مثيرة للاهتمام: تشير بوابات الأعمال المرجعية في Kokshetau و Ust-Kamenogorsk إلى أن شركة التجارة والجملة Darkhan Group LLP تعمل أيضًا في تشييد المباني السكنية والإدارية.
جملة
وفي 7 نوفمبر 2016، أنهت المحكمة قضية مالك مصنع الجعة شيمكنت، توختار توليشوف، الذي أدين بمحاولة تنظيم انقلاب في كازاخستان.
وجرت المحاكمة في محكمة عسكرية متخصصة بين المناطق في القضايا الجنائية في أستانا. وتم النظر في القضية خلف أبواب مغلقة بسبب وجود معلومات تتعلق بأسرار الدولة في المواد، لكن تمت دعوة الصحفيين لإعلان الحكم.
وبالإضافة إلى رجل الأعمال، كان هناك 24 شخصًا آخر في قفص الاتهام. ومن بينهم نجل رجل الأعمال توليغن توليشوف، والنائب الأول السابق للمدعي العام لكازاخستان، والعضو السابق في المجلس الدستوري إلياس بختيباييف، والرئيس السابق لإدارة الشؤون الداخلية لمنطقة جنوب كازاخستان خيبرات الله دوسكالييف، والعقيد في الشرطة ساكن أيتبيكوف والعقيد بيكزات. جومين.
واعتقل توختار توليشوف في وقت سابق من هذا العام خلال عملية خاصة في شيمكنت. وفي يونيو/حزيران، قالت لجنة الأمن القومي في كازاخستان إنها تتخذ خطوات للتحضير للاستيلاء العنيف على السلطة.
وبحسب لجنة الأمن القومي، فإن رجل الأعمال خطط لزعزعة استقرار الوضع في البلاد من خلال خلق بؤر للتوتر وتنظيم احتجاجات وأعمال شغب. وعلى هذه الخلفية، خطط لتشكيل ما يسمى بـ”الحكومة البديلة” وتغيير هيكل الحكومة الحالية، حسبما ذكرت اللجنة.
وفي نهاية أبريل/نيسان، نظمت مسيرات في عدد من مناطق كازاخستان، عارض المشاركون فيها تعديلات قانون الأراضي، مما أدى إلى زيادة الحد الأقصى لفترة استئجار الأراضي الزراعية للأجانب من 10 إلى 25 عامًا. وكما قال KNB، بدأ توليشوف وقام بتمويل بعض الاحتجاجات ضد هذه التغييرات. وكان من المفترض أن تتم الاحتجاجات قبل ذلك بقليل، ولكن بسبب اعتقال توليشوف، قام منظمو الاحتجاجات بتعديل التواريخ بشكل مستقل. وبحسب الخدمات الخاصة، حاول توليشوف، الموجود بالفعل في مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة، الاستفادة من الوضع الحالي في البلاد وتنظيم أعمال شغب جماعية في مدينة سارياغاش بمنطقة جنوب كازاخستان، في مايو 2016.
وفقًا لـKNB، كان توليشوف مشتبهًا به في تمويل مجتمع إجرامي عابر للحدود الوطنية، فضلاً عن إنشاء وقيادة عصابة. ارتكبت هذه العصابة، بتوجيه من توليشوف، جرائم قتل واختطاف وتعذيب وسرقة وتدمير متعمد لممتلكات الآخرين وأكثر من ذلك.
وأشارت الوزارة إلى أن توليشوف أنفق مبالغ ضخمة من المال على احتياجات وصيانة مجموعته الإجرامية، الأمر الذي "إلى جانب شغفه بأسلوب الحياة البوهيمي أدى إلى تكوين ديون كبيرة لكل من البنوك من الدرجة الثانية وقادة الشركات عبر الوطنية". المجتمع الإجرامي "الدائرة الأخوية". وبلغ إجمالي الديون أكثر من 200 مليون دولار. خلال هذه الفترة جاء توليشوف بفكرة الاستيلاء العنيف على البلاد.
وأضافت لجنة الأمن القومي أنه إذا تم تنفيذ خططه بنجاح، يأمل رجل الأعمال، من خلال مورد إداري خاضع للرقابة، في القضاء على مشكلة سداد دين مصرفي كبير وبالتالي الحفاظ على الرفاهية الاقتصادية لعائلته وشركته.
ولتحقيق خطته، بدأ توليشوف في زيادة صورته والاعتراف به في الخارج. وفقًا للأدلة الوثائقية من KNB، بدءًا من عام 2012، سعى للحصول على العضوية في المنظمات العامة بطرق مختلفة (الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد جمعيات القوزاق العامة وغيرها).
وجدت المحكمة أن توليشوف مذنب بتنظيم التعذيب والقتل والاختطاف والسجن غير القانوني وإنشاء وقيادة مجتمع إجرامي عابر للحدود الوطنية وإنشاء وقيادة منظمة إجرامية، فضلاً عن إنشاء وقيادة جماعة متطرفة أو المشاركة في أنشطتها. من بين الجرائم التي أدين بها توليشوف تمويل أنشطة جماعة إجرامية، والأعمال التي تهدف إلى الاستيلاء العنيف على السلطة، والتعامل غير القانوني مع المخدرات، وحيازة الأسلحة والذخيرة أو نقلها أو بيعها أو تخزينها أو نقلها أو حملها بشكل غير قانوني، المتفجرات والأجهزة المتفجرة.
أُدين نجل رجل الأعمال، توليجن توليشوف، بتهمة عرقلة سير العدالة والتحقيق السابق للمحاكمة، فضلاً عن التعامل غير القانوني مع المخدرات دون غرض البيع. حصل على خمس سنوات تحت المراقبة.
وأدين العقيد بكزات جومين المتورط في القضية بقبول رشوة وحكم عليه بالسجن 4 سنوات في مستعمرة النظام العام. وحكم على شريك رجل الأعمال، العضو السابق في المجلس الدستوري إلياس بختيباييف، بالسجن سبع سنوات في مستعمرة شديدة الحراسة. كما جردته المحكمة من رتبة مستشار دولة للقضاء من الدرجة الثانية وقررت تقديم مقترح لرئيس الدولة بحرمانه من جوائز الدولة. وحكم على شريك آخر، وهو الرئيس السابق لإدارة الشؤون الداخلية لمنطقة جنوب كازاخستان، خيرات الله دوسكالييف، بالسجن لمدة خمس سنوات في مستعمرة شديدة الحراسة مع مصادرة الممتلكات.
مصادرة
كما قررت المحكمة مصادرة ممتلكات توختار توليشوف، والتي تضمنت ناقة واحدة وناقتين و30 رأسًا من الخيول (11 منها من الخيول الأصيلة)، للدولة.
سيتعين على رجل الأعمال أن يقول وداعًا ليس فقط للحرية، ولكن أيضًا لقطع الأراضي، بالإضافة إلى أسطول كامل من السيارات. من بينها العشرات من سيارات ميتسوبيشي وتويوتا لاند كروزر وبنتلي وشفروليه وبي إم دبليو ومرسيدس وبورش كايين وتويوتا كامري وفولكس فاجن باسات وإنفينيتي ورولز رويس ولكزس. وحولت المحكمة الأموال الموجودة في حسابات أربع نساء، بحسب وسائل الإعلام الكازاخستانية، إلى دخل الدولة. سيتم منح أكثر من 180 مجوهرات ذهبية - دبابيس وقلائد وخواتم وأساور - للدولة. كما تخضع حوالي 10 منازل خاصة في شيمكنت ومبنيين سكنيين للمصادرة.
رفض متحف خيرسون بيع سيف فريد ولو بـ 100 ألف دولار. سيف دمشقي من الفولاذ بمقبض وغمد فضي، مزين بمهارة نقش مجوهرات كوباتشي، تم صنعه في القرن التاسع عشر شخصيًا لأمير بخارى، سيد خان...
اكتشف العلماء وثيقة مذهلة - أستاذ العلوم التاريخية ن. نزارشوف وأستاذ مشارك في العلوم التاريخية أ. جافوروف - أثناء العمل في أرشيف الدولة الروسية للتاريخ الاجتماعي والسياسي (الأرشيف السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي). يتضمن الجرد، المطبوع على الآلة الكاتبة، المجلد 48 ورقة، الأصول المادية لأمير بخارى...
أمير بخارى مير سيد عبد الأحد محاط بالضباط الروس
أمير بخارى وحاشيته في موسكو عام 1896. صورة من متحف الدولة التاريخي.
في كل عام تقريبًا، تظهر مقالات للكتاب والدعاية والعلماء وهواة التاريخ ببساطة في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت، والتي يعبرون فيها عن فرضيات وافتراضات حول مكان وجود ذهب أسرة مانجيت. وقد أصبح هذا الموضوع ذا صلة منذ الإطاحة بأمير بخارى الأخير، سعيد مير عليمخان. علاوة على ذلك، يحاول مؤلفو المقالات، كقاعدة عامة، أن ينسبوا أكبر قدر ممكن من الثروة إلى الأمير. لكن الجميع، كقاعدة عامة، يكتب أنه قبل رحلته من بخارى، أخرج مقدما 10 أطنان من الذهب بقيمة 150 مليون روبل روسي في ذلك الوقت، وهو ما يعادل اليوم 70 مليون دولار أمريكي.
- وسام بخارى الشريف من الذهب؛ 2 - نفس الترتيب من أدنى درجة الفضة (GIM)؛ 3 - شارة ذهبية من نفس الترتيب (؟)؛ 4-5 - وسام تاج ولاية بخارى. 6-8 - ميداليات الحماسة والجدارة (6 - ذهبية؛ 7-8 - فضية وبرونزية من مجموعة متحف الدولة التاريخي).
ويُزعم أن كل هذا الكنز كان مخبأ في مكان ما في كهوف سلسلة جبال جيسار. في الوقت نفسه، وفقًا لإحدى الروايات، تخلص سعيد عليمخان من الشهود غير الضروريين وفقًا للسيناريو الكلاسيكي: تم تدمير السائقين الذين كانوا على علم بالبضائع القيمة على يد المقرب من الأمير، درويش دافرون، وأتباعه. ثم قُتل الأخير على يد الحارس الشخصي للأمير كارابوش وحراسه، وسرعان ما تم خنق كارابوش نفسه، الذي أبلغ الأمير بإتمام العملية بنجاح وعرّف سموه بأسرار دفن الكنز، في نفس الليلة في حجرة نوم القصر من قبل الجلاد الشخصي للأمير. كما اختفى الحراس - قُتلوا أيضًا.
في العشرينات والثلاثينات. دخلت مجموعات من الفرسان المسلحين، يبلغ عددهم عشرات أو حتى مئات الأشخاص، أراضي طاجيكستان للبحث عن الكنز. ومع ذلك، فإن كل هذه الهجمات كانت بلا جدوى. استمر البحث عن الكنز بشكل غير قانوني في السنوات اللاحقة. لكن الكنز لم يتم اكتشافه قط.
إذًا كان لا يزال هناك كنز محصور في سلسلة جبال جيسار؟ بعد طرح هذا السؤال، قرر مؤلفو هذا المقال إجراء تحقيقاتهم الخاصة. وبدأنا بالبحث عن وثائق أرشيفية يمكنها رفع حجاب السرية.
في سياق عملنا في أرشيف الدولة الروسية للتاريخ الاجتماعي والسياسي (الأرشيف السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي)، اكتشفنا وثيقة مثيرة للاهتمام. وقد طُبع على آلة كاتبة، في مجلد مكون من 48 ورقة، ووصف الأصول المادية لأمير بخارى.
بحلول أغسطس 1920، أمير بخارى سيد عليمخان، وهو صديق عظيم لنيكولاس الثاني،
حصل على لقب مساعد عام وجميع الأوامر الروسية تقريبًا، حتى أعلى وسام إمبراطوري للقديس أندرو الأول، قرر إخفاء خزينة بلاده، وهي 10 أطنان من الذهب. في البداية أراد أن يخرجها. لكن الحارس الشخصي كارابوش، الذي تم استدعاؤه لاستكشاف الوضع على الطريق إلى إيران، أفاد بأن الوضع كان مضطربًا للغاية، وأجرى صديق آخر مقرب، وهو الدرويش دافرون، الذي، وفقًا لبعض المعلومات، يعمل لدى المخابرات البريطانية، مفاوضات في القنصلية الإنجليزية. في أفغانستان، ونتيجة لذلك اتضح أن البريطانيين يخشون تحمل مسؤولية سلامة الخزانة. كانت الكنوز مخبأة في سفوح جبال البامير. شخص ما لا يزال يبحث عنهم.
وفي الليل، بكميات صغيرة، تم تسليم الذهب على الجمال إلى كارولبازار. توجهت القافلة المشكلة إلى سهوب كارشي. وكان برفقته مفرزة صغيرة تحت قيادة كارابوش. وكان من بين الحراس أيضًا الدرويش دافرون.
في البداية، تم التخطيط لإخفاء الكنز في مدينة مهجورة، حيث تم الحفاظ على نظام مرافق تخزين المياه الجوفية منذ العصور الوسطى، بالإضافة إلى الممرات الجوفية القديمة وأماكن الاختباء.
لكن دافرون أدرك أن كارابوش، كونه من هذه الأماكن، ربما يفكر في الاستيلاء على الذهب. علاوة على ذلك، لم يبدو المكان مهجورا.
ثم مرت المفرزة عبر جوزار، ثم اتجهت إلى ياكاباد، إلى لانجار وتوجهت إلى سفوح جبال بامير. في الجبال، في أحد الشقوق الجبلية، رأى Karapush الوادي.
وهنا قرر ترك ثروة الأمير وأمر الدرويش دافرون بذلك.
وانقسمت القافلة. وبقي الحراس المسلحون بقيادة كارابوش في الوادي. وسقطت الجمال والخيول المحملة بالذهب والسائقون المرافقون لها في أحد الشقوق الجبلية. ركب دافرون ورجاله إلى الأمام.
لمدة يومين تقريبًا، انتظر كارابوش دافرون مع مفرزة من السائقين الذين ذهبوا معه. لكنه لم يعد. بسبب قلقه من قلة الناس، أثار كارابوش ناقوس الخطر. وبعد بضعة كيلومترات من السفر، صادفت المفرزة جبلاً من الجثث.
وكان القتلى من أهل دافرون. وبعد بضع ساعات أخرى من السفر، تكررت الصورة، ولكن هنا، على عكس الحالة الأولى، ظهرت على أحد الجنود الذين سقطوا علامات الحياة.
وقال أيضًا إن بعض السائقين اكتشفوا محتويات عبوات القافلة وقرروا الاستيلاء على كنوز الأمير. القتلى الذين رآهم أهل كارابوش على الطريق بقوا في موقع المعركة بين السائقين والدراويش الذين تمكنوا من الدفاع عن زعيمهم دافرون.
هناك تم تقسيم مفرزة دافرون إلى مجموعتين - أولئك الذين أرادوا سرقة الكنوز وأولئك الذين يحرسونها.
واصلت مفرزة كارابوش طريقها إلى الشق الجبلي وفي اليوم التالي التقوا بدافرون. بقي شخصان فقط من فرقته، وأصيب دافرون نفسه بجروح خطيرة ونزيف. لكنه مع ذلك كان قادرًا على إخبار الحارس الشخصي للأمير أنه ودراويشه المخلصين تمكنوا من التعامل مع المتمردين وإخفاء الكنوز في نفس الكهف الذي تحدث عنه كارابوش.
بحكمة التجربة الدنيوية، تمكن دافرون من تمييز الأفكار النجسة في عيون بعض مرؤوسيه. قاد أصحابه عبر الجبال لأكثر من يوم حتى يظهروا نواياهم.
خلال هذين اليومين، كان على الدرويش أن يقاتل المتمردين ثلاث مرات. حتى عندما كان رجال دافرون قد أفرغوا خيولهم بالفعل وكانوا عائدين، استقبلهم السائقون المنتظرون في الكمين. ووقع قتال، ولم ينج بعده سوى اثنين من الدراويش، يحملان قائدهم الجريح.
وبعد أن استراحوا وضمدوا جراحهم، عادت المفرزة إلى بخارى. على طول الطريق، صادفوا قرية دافرون الأصلية، التي أصبحت هذه القصة معروفة من أقاربها.
وأخبرهم أيضًا أنه، دون الاعتماد كثيرًا على كرم الحاكم، أخفى بعض الأكياس في مكان آخر. في الليلة الماضية، قبل مغادرته إلى وادي كارشي، قتل كارابوش شخصيًا الدراويش الباقيين على قيد الحياة، ودافرون نفسه. أمر عليمخان شخصيًا بذلك لحارسه الشخصي. كانت وصيته ألا يأتي إليه كارابوش أو دافرون ولا أحد آخر برسالة حول مكان إخفاء الكنز.
في الصباح، لم يسأل أحد في المفرزة أين ذهب الدراويش. تحركت المفرزة ووصلت بعد أربعة أيام إلى كارول بازار، آخر منطقة مأهولة بالسكان قبل بخارى.
هنا، في نهاية اليوم، التقى شعب كارابوش بقائد مدفعية الأمير، توبشيباشي نظام الدين. هنا استقروا جميعًا معًا طوال الليل. لم يكن من الصعب على كارابوش أن يفهم أن نظام الدين كان هنا لسبب ما...
عند الفجر، عندما بدأت المفرزة في الاستعداد للطريق، لم يعد أي شخص من الحراس الذين رافقوا القافلة بالذهب، رفاق كارابوش، على قيد الحياة. قُتلوا جميعًا في نفس الليلة ودُفنوا خلف تلال كبيرة. رأى كارابوش يد الملك في هذا ولم يسأل نظام الدين شيئًا. ونتيجة لذلك، فإن الشخص الحي الوحيد الذي يعرف عن القافلة، والأهم من ذلك، عن المكان الذي تم إخفاء الكنز فيه، كان الحارس الشخصي للأمير كارابوش...
وأعرب عن أمله في أن يثق الحاكم في سر ثروته، وهو الذي ظل الحارس الشخصي للأمير لأكثر من عشر سنوات، والذي ائتمنه الأمير على حياته. لكنه كان مخطئا... وفي ليلة من النهار عندما أبلغ الخادم المخلص للأمير سيده بنتائج الحملة، قُتل على يد جلاد المحكمة عزيز. ومع ذلك، يبدو أن كارابوش أخفى الموقع الحقيقي للكهف بالذهب عن الأمير.
وبعد يومين، فر سيد عليمخان والوفد المرافق له، برفقة توبشيباشي نظام الدين، من بخارى. مع مفرزة صغيرة، عبر حدود أفغانستان.
ولم تكن معه قافلة ذهب. ولم يأخذ معه سوى ثلاثة خيول محملة بالثقل،
وكان من بين أمتعتهم عدة مخارج بها مجوهرات وسبائك ذهبية.
توبشيباشي نظام الدين، ومن أودى بحياة آخر شهود القافلة، لم يصلوا إلى الحدود...
فانقطع الخيط المؤدي إلى سر ذهب الأمير. لكن... الأمير نفسه كان لا يزال على قيد الحياة. لا أحد يستطيع أن يقول تفاصيل الأحداث الأخرى المحيطة بكنز الأمير. لكن من المعروف على وجه اليقين أنه تم إجراء بحث عن هذا الكنز. كان شخص ما يبحث عنه باستمرار.
نتيجة لذلك، في العشرينات، واحدا تلو الآخر، بدأ أقارب وأصدقاء Karapush، Davron Davron، وأولئك الذين كانوا معهم، يموتون ويختفون. ويبدو أن أولئك الذين كانوا يبحثون عن ذهب الأمير اعتقدوا أن أحدهم تمكن من إبلاغ شخص ما عن مكان مخبأ الكنز.
لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان أي شخص قد تمكن من الوصول إلى سر الذهب. هناك شيء واحد واضح: كل أولئك الذين لمسوا هذا السر بأي شكل من الأشكال ماتوا أو اختفوا. تذكر الأمير الذهب، خمن حاشيته، وهذا الذهب لم يمنح الناس السلام. ويبدو أن أمير بخارى السابق أرسل أكثر من مرة حاشيته عبر الحدود لاختراق أراضي أوزبكستان في منطقة كاشكاداريا أو سورخانداريا. ومن المحتمل أنه أشار إلى الأماكن التي يمكن أن يوجد بها الكنز المخبأ بناءً على طلبه. ظهرت مفارز الأمير هذه بالقرب من الضفة اليسرى لنهر أمو داريا التابعة لأفغانستان. في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، مرت مجموعات من الناس بهذا المسار السري كل شهر تقريبًا، متجهين نحو الجبال. ولكن بعد ذلك اختفت هذه المجموعات. ثم اختفى أقارب هؤلاء الأشخاص. ومرة أخرى علق حجاب جديد من الأسرار على ذهب الأمير.
توفي سيد عليمخان في 5 مايو 1943، قبل عدة سنوات من إصابته بالعمى. وجد نفسه غير قادر على استعادة ثروته.
ومع ذلك، منذ وقت ليس ببعيد، اكتشف العلماء الطاجيكيون، أثناء عملهم في أرشيف الدولة الروسية للتاريخ الاجتماعي والسياسي (الأرشيف السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي)، وثيقة مذهلة.
ويترتب على ذلك أن جزءًا من الذهب، الذي أخفاه دافرون على الأرجح، قد تم تسليمه لممثلي الحكومة السوفيتية من قبل إبراهيم بيك، الذي كان عميلاً لتشيكا، وقام بمهمة خاصة للبحث عن كنوز أمير بخارى. تحت أسطورة زعيم تركستان البسماشي والمبعوث عليمخان.
لكنه فشل في إعادة الخزانة بأكملها، والتي تم إعدامه في عام 1931، وتم عرض رأسه المقطوع لبعض الوقت في أحد أجنحة VDNH. وبالمناسبة، فهو جد رستم إبراجيمبيكوف، كاتب سيناريو الفيلم التاريخي «شمس الصحراء البيضاء»، والنموذج الأولي لإحدى شخصياته الرئيسية، عبد الله. والفيلم نفسه يوضح فقط عملية مؤامرة جيدة لنقل الجزء الموجود من الخزانة إلى الجمهورية السوفيتية الفتية.
أما الجزء الرئيسي من الكنوز فقد تم العثور عليه في أيامنا هذه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. بالمعنى الدقيق للكلمة، كان بسببها أن الحرب الأهلية في طاجيكستان وأحداث أوش اندلعت. وانتهى الأمر بالذهب في نهاية المطاف في أيدي جماعات إجرامية مختلفة في أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان. بقرار اجتماع اللصوص في القانون، دفعوا لرئيس بلدية موسكو لزيادة حصة العمال الضيوف من هذه الجمهوريات. نشأ رأس المال الأولي لشركة Inteko من خزانة أمير بخارى.
ميخائيل سرياكوف
بخارى هي واحدة من المدن القليلة في تاريخ العالم التي كانت تقع وتطورت دائمًا في نفس المكان؛ في القرن السابع، انتشرت الخلافة العربية إلى هذه المنطقة وجاء دين الإسلام من شبه الجزيرة العربية.
كانت بخارى عاصمة إمارة بخارى - وهي دولة آسيوية قديمة يرأسها حاكم أو أمير.
في هذه التدوينة أود أن أروي قصة آخر أمير لبخارى أثناء مراجعة مقر إقامته الصيفي.
القصر الصيفي لأمير بخارى
قلعة سيتوراي موهي خوساتم بناؤه في نهاية القرن التاسع عشر - بداية القرن العشرين وكان المقر الريفي لحاكم إمارة بخارى.
المدخل الرئيسي للقصر:
يقع القصر على مسافة قريبة جدًا من المدينة، على بعد أربعة كيلومترات فقط. كانت مملوكة لأمير بخارى الأخير - سعيد عليم خان، الذي أود أن أروي قصته. على الرغم من أن بخارى كانت رسميًا تتمتع بوضع تابع للإمبراطورية الروسية، إلا أن الأمير حكم الدولة كملك مطلق.
ولا يزال أحفاد “طواويس الأمير” يسيرون في أراضي القصر:
يمكن ترجمة اسم هذا القصر على أنه "النجوم مثل القمر" وقد تم بناؤه على مدى عقدين من الزمن. تم بناؤه من قبل سيد أسطى شيرين مرادوفالذي تصرف معه الأمير "بإنسانية" شديدة بعد التخرج. ولمنع السيد من تكرار خلقه على الجانب، لم يقتلوه أو يعموه أو يقطعوا يديه، بل حبسوه ببساطة في القصر. الآن، لخدماته، تم إنشاء نصب تذكاري للمهندس المعماري على أراضي المجمع:
كان الأمير لفترة طويلة يبحث عن مكان لإقامته الصيفية ولم يتمكن من الاختيار. ولكن بعد ذلك أعطاه الوزير الذكي نصيحة مفادها أنه بحاجة إلى سلخ جثث أربع خروف وتعليقها في أربعة اتجاهات مختلفة من العالم، وحيثما تبقى الذبيحة طازجة لفترة أطول، تكون الرياح أفضل، مما يعني أنه سيكون هناك مسكن صيفي.
هذه هي الطريقة التي نشأ بها "داشا" الأمير على هذه المنطقة الشاسعة، والتي عانت أراضيها الآن بشدة، وقد ضمت الحكومة السوفيتية جزءًا من الأرض للمصحة.
قرر الأمير بناء مبنى على الطراز نصف أوروبي - نصف آسيوي:
نظرًا لأن سعيد عليم خان نفسه عاش في سانت بطرسبرغ لمدة ثلاث سنوات أثناء دراسته، فقد أحب حقًا أسود سانت بطرسبرغ، وطلب من نحاتي بخارى أن يصنعوا له نفس الأسود. لم يسبق للحرفيين في بخارى أن شاهدوا أسودًا في الحياة الواقعية ولم يروا قط منحوتات من سانت بطرسبرغ أيضًا، لذلك تبين أن الأسود تشبه الكلاب إلى حد ما:
سقف القصر:
“القاعة البيضاء” أبرز معالم قصر سعيد:
ما يميز القاعة هو أن النمط الأبيض مطبق على سطح المرآة:
صورة لآخر أمراء بخارى القديمة:
في البداية، ربما يكون من الصعب تخمين ما هو هذا الشيء، وهذا هو الجد الأكبر أو الجد الأكبر لثلاجات ساراتوف الروسية. كانت هذه هدية من روسيا، وكان من المفترض أن يتم وضع الثلج في الأعلى ويتدفق الماء البارد عبر أنابيب خاصة، مما يؤدي إلى تبريد محتويات "الثلاجة". لم يفكر أحد بعد ذلك في مكان الحصول على الثلج في بخارى:
كان الأمير مغرماً جداً بالأطباق والمزهريات، وكان هناك عدد كبير منها في مقر إقامته الصيفي، وقد جلب التجار من اليابان والصين المزهريات الأرضية.
قام سعيد ببناء منزل خاص لإمبراطور الإمبراطورية الروسية نيقولا الثاني، الذي لم يزر بخارى قط. إذا تراجعنا قليلاً عن الموضوع، فمن غير المفهوم تمامًا بالنسبة لي كيف أن القياصرة الروس الأكثر تواضعًا، الذين دمروا بغباء الأسطول الروسي بأكمله تقريبًا في معركة تسوشيما، قد تم تطويبه فجأة كقديس؛ العالم الآن حقا مليئة بالأسرار.
بل إن آخر أمير لبخارى وآخر مستبد في الإمبراطورية الروسية يتشابهان في بعض النواحي؛ فكلاهما وقع تحت ضغط السلطة البلشفية الجديدة. في عام 1918، كانت السلطة السوفيتية قد تأسست بالفعل في مدينة طشقند، وافترض الأمير أن بخارى ستسقط أيضًا وخطط لطرق الهروب.
لجأ سعيد إلى بريطانيا العظمى طلبًا للمساعدة، لكن يبدو أن البريطانيين وافقوا في البداية، لكنهم رفضوا بعد ذلك السماح له بالهجرة، وبدأ في البحث عن ملجأ في بلدان أخرى، وفي الوقت نفسه قام بإعداد قافلة مكونة من 100 حيوان.
منظر عام للمقر الصيفي للأمير:
لقد حمل أفضل جزء من كنوزه على هذه الحيوانات المائة، لأنه لم يعد قادرًا على إخراج كل شيء. وكان الأمير قد توصل بالفعل إلى اتفاق مع أفغانستان، وكان من المفترض أن توفر له سلطات ذلك البلد حق اللجوء. واستدعى رفيقه المخلص في السلاح العقيد تاكسوبو كالابوش، وعهد إليه بـ "قيادة القافلة".
زخرفة منزل بني للإمبراطور الروسي:
خطط سعيد عليم خان لإجراء مفاوضات تجارية مع نيكولاس الثاني ولهذا الغرض قام ببناء غرفة سداسية خاصة في وسط المنزل، حول جميع جدرانها غرف أكثر ولم يكن لها جدران خارجية، وقد تم ذلك بحيث ولم يتمكن أحد من الشارع من سماع قادة المحادثات.
رفض المحمي الإنجليزي في أقرب مدينة صينية، وهي كاشغر ونائب الملك في الهند، قبول شحنة الأمير القيمة بسبب الوضع غير المستقر في المنطقة. ثم قرر الأمير دفن كنوزه في السهوب، وفي أوقات ما قبل الثورة، في الليل، غادر بخارى مائة من الحيوانات تحت قيادة تاكسوبو كالابوش.
المنزل الرئيسي للأمير حيث تعيش زوجاته ومحظياته. كانت الزوجات يسكنن في الطابق الأول من المنزل، والمحظيات في الطابق الثاني:
وفي هذه الأثناء، كانت القافلة التي تحمل كنوز الأمير متجهة إلى سفوح جبال البامير. وفي الطريق اكتشف الحراس ما كانوا ينقلونه وأرادوا قتل كالابوش ثم الاستيلاء على كنوز أمير بخارى. تلا ذلك صراع حقق فيه كالابوش ورفاقه نجاحًا أكبر وقتلوا الحراس المتمردين.
قام الناجون بإخفاء الكنوز في أحد الكهوف العديدة وسدوا المدخل بالحجارة. يُعتقد الآن أن كنوز الأمير مخبأة في أراضي تركمانستان الحديثة، في مكان ما بين بخارى الأوزبكية ومدينة بيرمالي التركمانية.
وبعد أربعة أيام من السفر، عادت القوافل إلى بخارى وتوقفت ليلاً قبل زيارة الأمير في الصباح. لكن في الليل قتل كالابوش جميع الحراس وفي الصباح جاء إلى الأمير في عزلة رائعة.
فناوله خنجرًا نقش عليه الطريق إلى كهف الكنز. استقبل الأمير بسعادة رفاقه المخلصين، لكن الأهم من ذلك كله أنه كان مهتمًا بمعرفة ما إذا كان أي من أولئك الذين رأوا مكان إخفاء الكنوز لا يزالون على قيد الحياة.
فأجاب كالابوش: "فقط شخصان على وجه الأرض يعرفان هذا السر، أنا وأنت". أجاب الأمير: "إذاً، هذا ليس سراً"، وفي تلك الليلة نفسها قتل جلاد القصر كالابوش. وبعد يومين انطلق أمير بخارى برفقة مائة صابر وعبروا حدود أفغانستان.
بالقرب من المنزل كانت هناك بركة تسبح فيها زوجات الأمير ومحظياته عندما يكون الجو حارًا. كان الوصول إلى هذا الجزء من المبنى محظورًا على جميع الرجال باستثناء الأمير نفسه. كانوا يستحمون بأثواب خاصة، لأنه وفقا للتقاليد الإسلامية في ذلك الوقت، لا ينبغي للمرأة أن تكون عارية تماما أمام زوجها:
الشرفة التي استراح فيها أمير بخارى. كان يستطيع الجلوس هنا في الظل البارد، يراقب زوجاته يستحمن، وفي بعض الأحيان كان يدعو أطفاله للعب:
ولم يتمكن سعيد عليم خان من اصطحاب عائلته بأكملها إلى أفغانستان، وبقي أبناؤه الثلاثة في أراضي أوزبكستان وتولى السوفييت رعايتهم. غادر الأمير مع الحريم والأطفال الصغار فقط.
التحق اثنان من أبنائه بالمدرسة العسكرية، وتمت ترقية أحدهما إلى رتبة جنرال قبل الموعد المحدد، ولكن بشرط أن يتبرأوا علنًا من والدهم من خلال الصحف والإذاعة. وبخلاف ذلك، فقد واجهوا الانتقام أو الإعدام.
لم يتمكن أحد الأبناء من النجاة من التنازل وأصيب بالجنون. توفي الابن الثاني في وقت لاحق في ظروف غير واضحة، وسرعان ما اختفى الوريث الثالث أيضا.
حتى أن الأمير، الموجود في أفغانستان، أرسل قوات لالتقاط كنوزه، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وكان الجيش الأحمر أقوى، حتى أن الجنود الأفغان ذبحوا قريته الأصلية وجميع أقارب كالابوش، معتقدين أن أقاربه يجب أن يعرفوا عنه شيئا عن الكنز.
بمجرد أن كان الأمير رجلاً ثريًا وقويًا للغاية، بأمواله تم بناء مسجد الكاتدرائية الأكثر شهرة في سانت بطرسبرغ بالقرب من محطة مترو جوركوفسكايا، لكنه يعيش في أفغانستان، وسرعان ما أهدر الثروة التي أخذها معه، وطرد الخدم واضطر إلى إنقاذ كل شيء.
وفي النهاية أصيب بالعمى وتوفي في فقر مدقع في العاصمة الأفغانية كابول عام 1944. لم يسمح له الكبرياء أن يطلب المال من الحكام الأثرياء في الدول الإسلامية الأخرى.
حضر جنازته الكثير من الممثلين من أفغانستان وباكستان وإيران. لقد قدموا بعض المساعدة لعائلة سعيد عليم خان، التي لا يزال أحفادها يعيشون في أراضي أفغانستان الحديثة.
وهذه هي نفس مصحة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، المبنية على الممتلكات السابقة لأمير بخارى:
شرفة الأمير بجوار البركة من زاوية مختلفة قليلاً:
ولا أحد يعرف تمامًا مدى صحة هذه القصة، إذ لم يتم العثور على كنوز آخر أمير لبخارى حتى يومنا هذا، وربما كل هذا ليس أكثر من خيال. من الصعب للغاية دائمًا الحديث عن موثوقية الأحداث التاريخية؛ وعادةً ما تقوم أي حكومة دائمًا "بتصحيح التاريخ بما يناسب نفسها".
غادرت قصر سيتوراي موهي خوسا في حالة من التفكير؛ الآن فقط الطاووس يودع الزوار بصمت، ولكن خلال عظمة بخارى، كان للأمير حديقة حيوانات ضخمة...:
جوجا خديوياتوف
أين ذهب ذهب أمير بخارى عليم خان؟
عليم خان
أصبحت قصة مصير الثروة التي لا توصف لأمير بخارى الأخير، عليم خان (1880-1943)، مؤخرًا واحدة من أكثر المشكلات شعبية في الأعمال التاريخية المتعلقة بتاريخ بلدان آسيا الوسطى.
وليس فقط في هذا الصدد. فهو يربط في عقدة تاريخية واحدة العديد من العقد التاريخية الأخرى المتعلقة بتاريخ الثورة، وأنشطة البلاشفة، ومصير الشعوب. بعض المؤرخين يخمنون، وآخرون يخترعون الأساطير والأساطير، وهناك من يؤلف القصص البوليسية بناءً عليها. تقول إحدى المقالات: "يتحدثون عنها، وما زالوا يتذكرونها، ولهذا هناك اهتمام كبير بها". بالطبع، من المثير للاهتمام بالنسبة للقارئ الحديث أن يقرأ ليس أعمالًا تاريخية جادة، بل اكتشافات مثيرة مثل تلك الروايات البوليسية التي جعلت الأب دوماس مشهورًا. وهذا أمر طبيعي في عصر الثقافة الشعبية حيث كل ما يلمع ذهب، حيث يهدف الخيال إلى التقاط الخيال بدلاً من تحفيز التحليل الإبداعي الجاد.
وفي هذه الأثناء، يعرف التاريخ بالفعل سر "الكنوز التي لا تعد ولا تحصى"، ومصيرها والعنوان الذي أبحرت إليه. يستخدم جميع مؤلفي الأعمال المتعلقة بكنوز الأمير الشائعات والمصادر الشفهية، بينما المعلومات المطبوعة عنها وعن مصيرها معروفة منذ زمن طويل.
لسوء الحظ، يوجد في المجتمع التاريخي الحالي العديد من الهواة والهواة الذين يحاولون صنع اسم لأنفسهم من خلال الأحاسيس، ولا يهتمون كثيرًا بموثوقية "اكتشافاتهم".
كما ساهم إعلاميون وصحفيون في أسطورة سر كنوز الأمير، حيث أدخلوا تفاصيل جديدة في قضية الكنز التي شوهت الحقيقة التاريخية.
كان ذهب الأمير من إنتاجه الخاص. تمت زراعة فرائسها منذ العصور القديمة، بحسب بعض المصادر منذ زمن باكتريا (القرن الرابع قبل الميلاد). وقد سمحت لبخارى بأن تصبح واحدة من أغنى المراكز على طريق الحرير العظيم. في القرن السادس عشر. في عهد الشيبانيين، بدأت بخارى في سك العملات الذهبية الخاصة بها (الأشرفي)، والتي سرعان ما حلت محل الدنانير الذهبية العربية الصنع وأصبحت العملة الرئيسية في معاملات السوق. استخدمها تجار بخارى على نطاق واسع في العلاقات التجارية مع روسيا. تم استخدام الذهب في بخارى على نطاق واسع لإنتاج الملابس، وأنواع مختلفة من المجوهرات التي كانت شائعة في آسيا وأوروبا، وأسلحة الهدايا، والمطعمة، والأدوات المنزلية، وما إلى ذلك في 1863-1864. عاش عالم الأتراك والرحالة الهنغاري الشهير أرمينوس فامبري في بخارى تحت ستار الدرويش لمدة عام كامل. وفي إنجلترا، أطلق حملة صحفية صاخبة عن ذهب بخارى، وشرح للجمهور الإنجليزي عن نهر زار أوفشان، الذي يعني ترجمته التيار الذهبي، وعن عمال مناجم الذهب الذين يأخذون رطلًا من الذهب من النهر كل يوم. وبهذه الطريقة، نفذ أمر الدوائر الحاكمة البريطانية، التي سعت إلى شن حملة هجومية في إنجلترا ضد روسيا في آسيا الوسطى. وكتب أسرعوا، وإلا فإن روسيا ستستولي على هذه الثروات قريباً. نشر كتابًا بعنوان "تاريخ بخارى" (L.1872)، وصف فيه بشكل ملون كيف بدأ عمال مناجم الذهب كل صباح العمل على ضفتي نهر زرافشان، حيث كانوا ينزلون ذيول الجمال في النهر، ويحركون الرمال ويخرجونها باستخدام حبات من الذهب.
وبمبادرة منه، في عام 1878، تم تمثيل بخارى بجناح منفصل في المعرض العالمي في فيينا، حيث أسعدت منتجات بخارى الذهبية الزوار. تفاجأ الجمهور الأوروبي بوجود الكثير من الذهب وحرفيين المجوهرات المهرة في مثل هذا البلد البعيد. وكان على الصحف أن توضح أنه يوجد في إمارة بخارى نهر يسمى "زار أوفشون" (زيرافشان)، وهو ما يعني "التيار الذهبي" ويحمل كميات هائلة من الذهب. بالنسبة لأوروبا، كان هذا اكتشافًا مهمًا - فقد أصبح بخارى والذهب مترادفين.
وكانت روسيا مهتمة أيضًا بذهب بخارى. لأول مرة، قرر بيتر الذهاب في حملة لهذا الذهب. كان بحاجة إلى الذهب لإنهاء الحرب مع السويد. وكانت الخزانة فارغة، وصودرت أجراس الكنائس للمدافع، ولم يكن هناك مال لدعم الجيش. أرسل بعثتين إلى خيوة وبخارى تحت قيادة الأمير بيكوفيتش تشيركاسكي والعقيد بوخهولز، كان من المفترض أن يثبتوا أو يؤكدوا أو يرفضوا الشائعات حول كنوز الذهب التي لا تعد ولا تحصى في هذه البلدان. انتهت كلتا الرحلتين بالفشل وتخلى بيتر مؤقتًا عن فكرته، على الرغم من أنه احتفظ بها في خططه المستقبلية.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، غزت روسيا آسيا الوسطى. توسعت الإمبراطورية الروسية واستحوذت على لؤلؤة لا تقل أهمية عن الهند بالنسبة لإنجلترا. في عام 1878، بعد هزيمة قوات أمير بخارى، أنشأت روسيا محمية على إمارة بخارى. توجهت الشركات الروسية إلى هنا بحثًا عن الذهب. وفي عام 1894، بدأت شركة تعدين الذهب الروسية Zhuravko-Pokorsky العمل في بخارى، وبعدها بدأت شركة Rickmers الإنجليزية في تطوير مناجم الذهب. عملت كلتا الشركتين بنجاح، وغالبًا ما تم العثور على شذرات كبيرة أثناء تعدين الذهب. في إشارة إلى النجاحات التي حققوها في عملهم، كتب الرحالة والسياسي الروسي الشهير د. لوغوفيت في عام 1911: "هناك وفرة من الذهب في جبال خانات بخارى". (د. لوغوفيت "خانية بخارى تحت الحماية الروسية" المجلد الأول، S.-Pbg 1911، ص 364).
كان معظم سكان إمارة بخارى يعملون في استخراج الذهب. تم تسليم كل الذهب المستخرج، تحت طائلة العقوبة القاسية والغرامة الكبيرة، إلى خزانة الأمير بأسعار خاصة. للحصول على حق استخراج الذهب، كان منجم الذهب ملزمًا بدفع ضريبة خاصة لخزانة بخارى. تم صهر الذهب الذي تم تسليمه إلى الخزانة ثم سكه في chervonets الملكية التي تسمى نيكولاس. لقد تم سكها من أعلى مستوى من الذهب وكانت ذات قيمة عالية في السوق العالمية. تم تخزين شذرات كبيرة بشكل منفصل في منشأة تخزين خاصة. وبفضل نظام تعدين الذهب هذا، كان أمراء بخارى هم أصحاب احتكار كل ذهب بخارى وجمعوا احتياطيًا ضخمًا منه. صحيح أنه لم يحدد أحد كميته على الإطلاق. أخفى الأمير بعناية الاحتياطيات الحقيقية من ذهبه.
أجبرت ثورة أكتوبر، التي أسست قوة البلاشفة، الأمير عليم خان على التفكير في مصير كنوزه. بعد كل شيء، لم تكن فقط في العملات الذهبية، ولكن أيضًا في عدد لا يحصى من الأحجار الكريمة، والسجاد باهظ الثمن، مثل هذه النوادر التي لها قيمة تاريخية مثل مجموعة من المصاحف التي كتبها خطاطون موهوبون - فنانون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، عندما كانت بخارى تعتبر قبة الاسلام . لقد حاول تهريبها ببطء إلى أفغانستان، لكن تم سرقتها على طول الطريق من قبل عصابات اللصوص المتجولين. كان لديه سبب وجيه لأن البلاشفة في طشقند سيحاولون الاستيلاء على كنوزه، ولهذا الغرض، سيحاولون إما تدميره أو الإطاحة به بمساعدة حزب الجديد أو حزب الشباب البخاري بقيادة ابن أحد الأثرياء. تاجر السجاد فيزولا خودجاييف. وسرعان ما تأكدت مخاوفه.
بالاتفاق مع مجلس طشقند، حدد الشباب البخاري موعدًا لانتفاضة في الأول من مارس عام 1918. تم إحضار المفارز الحمراء إلى حدود إمارة بخارى. في 3 مارس، بدأت انتفاضة الشباب البخاري بقيادة فيض الله خودزاييف في بخارى، واخترقت القوات الحمراء لمساعدته. بادئ ذي بدء، تم القبض على كاجان، حيث توجد إدارة بنك نوفو بخارى الروسي، الذي احتفظ الأمير بذهبه في مستودعاته. لكن الأمير تمكن من صد هجوم مفرزة بقيادة رئيس مجلس طشقند، في الواقع رئيس الحكومة السوفيتية في تركستان ف. كوليسوف. تمكن من الاستيلاء على حمولة سيارة واحدة فقط من الذهب. اضطر الحمر إلى التراجع وطردتهم قوات الأمير إلى سمرقند. كانت الخسائر البلشفية كبيرة ولم تعد هناك قوة لتدخل جديد. لفترة من الوقت كان علي أن أتصالح مع الأمير. وأخذ الشباب البخاري إلى طشقند.
واختفى البلاشفة، واستعدوا لتدخل جديد. تم تسريع الخاتمة من خلال إبرام معاهدة بريست ليتوفسك للسلام، الموقعة في 3 مارس 1918 في بريست بين ممثلي ألمانيا وروسيا. لقد أطلق عليه السلام الفاحش والمخزي، الذي لم يذل روسيا فحسب، بل أهانها أيضًا تدميراقتصادها بأكمله. في الواقع، شهدت روسيا، ومن ثم الاتحاد السوفييتي، عواقب هذه المعاهدة المفترسة طوال تاريخهما بالكامل.
وبموجب الاتفاقية، تم انتزاع منطقة تبلغ مساحتها 780 ألف كيلومتر مربع من روسيا السوفيتية. يبلغ عدد سكانها 56 مليون نسمة (ثلث سكان الإمبراطورية الروسية)، حيث كان يوجد قبل الثورة 27٪ من الأراضي المزروعة، و26٪ من شبكة السكك الحديدية بأكملها، و33٪ من صناعة النسيج، تم صهر 73% من الحديد والصلب، واستخراج 90% من الفحم، وإنتاج 90% من السكر؛ في نفس المنطقة كان هناك 918 مصنع نسيج، 574 مصنع جعة، 133 مصنع تبغ، 1685 مصنع تقطير، 244 مصنع كيميائي، 615 مصنع لب، 1073 مصنع هندسي و40٪ من العمال الصناعيين يعيشون.
لكن الجانب الألماني لم يتوقف عند هذا الحد. وبينما توصلت هيئة الأركان العامة الألمانية إلى أن هزيمة الرايخ الثاني كانت حتمية، تمكنت ألمانيا من فرض سيطرتها على الحكومة السوفيتية، في سياق حرب أهلية متنامية وبداية تدخل الوفاق، اتفاقيات إضافيةإلى معاهدة السلام بريست ليتوفسك.
في 27 أغسطس 1918، في سرية تامة، تم إبرام اتفاقية مالية روسية ألمانية، وقعها المفوض المفوض أ.أ.إيوفي نيابة عن حكومة جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية. وبموجب هذه الاتفاقية، اضطرت روسيا السوفيتية إلى دفع تعويض ضخم لألمانيا، كتعويض عن الأضرار ونفقات الحفاظ على أسرى الحرب الروس - 6 مليارات مارك - في شكل "ذهب خالص" والتزامات قروض. وفي سبتمبر 1918، تم إرسال "قطارين من الذهب" إلى ألمانيا، كانا يحتويان على 93.5 طنًا من "الذهب الخالص" بقيمة تزيد عن 120 مليون روبل ذهبي. ولم يصل إلى الشحنة التالية.
لم يتبق سوى أسابيع قليلة قبل استسلام ألمانيا والحكومة السوفيتية يعطيها مثل هذه الهدية. ثم ساعد هذا الذهب ألمانيا على دفع التعويضات لدول الوفاق وإعادة بناء اقتصادها.
هناك جانب آخر للمشكلة. وبموجب معاهدة بريست ليتوفسك، لم يتم الاعتراف بروسيا كدولة مهزومة ولم تكن ملزمة بدفع التعويضات، ولا يمكن لأي قوة إجبارها على دفعها. علاوة على ذلك، بعد شهر، في غابة كومبيان في باريس، وقعت ألمانيا وثيقة استسلام، معترفة بأنها هزمت وبجميع شروط معاهدة بريست ليتوفسك. تم إلغاؤها.وذهب الذهب بالفعل ...
لقد تُركت الحكومة السوفييتية مفلسة وأدت "حكمة القائد العظيم" إلى انهيار الاقتصاد الروسي. لم يكن هناك مال في الخزانة، احتياطيات الذهب كانت في أومسك لدى كولتشاك، الذي استخدم جزءًا منها لشراء الأسلحة والحفاظ على جيشه وحكومة أومسك.
تسببت معاهدة بريست ليتوفسك في أزمة سياسية عميقة في البلاد. انقسمت البلاد. انقسم الحزب البلشفي إلى فصائل، وانخفضت سلطة لينين إلى أدنى مستوياتها. وكان الناس يجهلون تماما الوضع السياسي في البلاد. أصبحت معاهدة بريست ليتوفسك السبب الرئيسي للحرب الأهلية في روسيا. تحول الحرس الأبيض إلى وطنيين أطلقوا شعارات وطنية دفاعًا عن الوطن. استغرق الأمر عشرين عامًا لشفاء الجروح التي سببتها الحرب الأهلية. تلقت الثورة المضادة الدعم المادي والمعنوي والسياسي من الخارج، ولم يكن بوسع الحكومة السوفييتية الاعتماد إلا على مواردها الخاصة، التي كانت تذوب كل يوم. أرسل قادة الجبهة برقيات إلى موسكو تتضمن دعوات يائسة لإرسال أموال لدعم الجيش. تسببت سياسة شيوعية الحرب، والإرهاب الأحمر، ومصادرة الغذاء من الفلاحين في اضطرابات جماعية موجهة ضد البلاشفة. وتدهور الاقتصاد بسبب قلة خبرة المسؤولين وسرقة رجال الأعمال. البلد حرفيا تم أخذها بعيدافي اجزاء.
لم يعرف التاريخ قط مثل هذه الثورة الوحشية. كان هناك انهيار وطني وسياسي وعائلي واجتماعي، حيث تهاوت العائلات والقرى والمدن من جدار إلى جدار. كانت دولة ضخمة تنزلق إلى هاوية الكوارث من أجل الحفاظلينين والبلاشفة في السلطة.
كان بإمكان روسيا تجنب هذه الكارثة الوطنية. كان بإمكان لينين، بسلطته، أن يعلن أن "الوطن في خطر" وسوف تدعمه البلاد بأكملها. وكانت حجته الرئيسية هي انهيار الجيش. لكن البلاشفة هم الذين دمروا الجيش بدعاياتهم وشعاراتهم السياسية مثل “العدو في بلدكم”. بعد كل شيء، تمكنوا من إنشاء جيش قوامه 1.5 مليون شخص خلال فترة التدخل والحرب الأهلية، التي انتصرت. كما تم العثور على أسلحة وذخائر وملابس رسمية. كانت معاهدة بريست ليتوفسك هي الدفعة التي دفعها لينين للإمبريالية الألمانية لتسهيل الانتقال من جنيف إلى بتروغراد في فبراير 1917.
ومن المستحيل العثور على أي تفسير آخر لنشاطه في التوقيع على هذه الاتفاقية الأمية الرهيبة من الجانب الروسي. حولت ألمانيا المحتضرة روسيا إلى رافد لها.
بدأ البلاشفة بالبحث عن المال. أصبح السؤال - أين احتياطي الذهب في الإمبراطورية الروسية؟ قال المسؤولون القدامى في وزارة المالية إن احتياطي الذهب الكامل للإمبراطورية، الذي كان مخزنًا حتى ذلك الحين في موسكو وتامبوف وسامارا، والذي تم تسليمه سابقًا هنا من بتروغراد، تم نقله إلى قازان في مايو 1918.
في أغسطس 1918، تم الاستيلاء على كازان من قبل الجنرال V. O. Kapell (1883-1920) وتم نقل احتياطي الذهب بالكامل في قطار واحد إلى أومسك إلى كولتشاك. قدر جرد احتياطيات الذهب الذي تم تنفيذه بأمر من كولتشاك قيمته الإجمالية بـ 631 مليون روبل ذهبي.
في 27 نوفمبر 1919، تمردت حامية نيجنيودينسك بقيادة البلاشفة. تم نزع سلاح حراسة كولتشاك وتم اعتقاله هو نفسه. تم إطلاق سراحه من قبل ممثلي الفيلق التشيكوسلوفاكي، الذين كانوا يغادرون روسيا بموجب اتفاق مع الحكومة السوفيتية. بعد أن تعلموا من كولتشاك عن الذهب المخزن في القطار المتمركز على جانب جانبي، أخذوه تحت حراستهم، وكانوا يعتزمون إخراجه. تم قطع طريقهم من قبل قادة اللجنة الثورية المحلية، الذين أغلقوا جميع الطرق والجسور وأغلقوا الإشارات، معلنين أن الفيلق التشيكوسلوفاكي لن يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تسليم احتياطيات الذهب وكولتشاك. في بلدة كويتون الصغيرة، جرت مفاوضات لعدة أشهر بين السلطات المحلية وقيادة الفيلق التشيكوسلوفاكي. تم التوقيع على الاتفاقية فقط في 7 فبراير 1920. وفقًا لمعاهدة كويتون، فإن القيادة التشيكوسلوفاكية ملتزمتسليم القطار بالذهب الروسي سليمًا إلى السلطات السوفيتية في إيركوتسك. تمت عملية نقل الذهب في الأول من مارس عام 1920 في إيركوتسك. كتب ممثلو اللجنة الثورية في إيركوتسك في قانون القبول 18 عربة بالذهب تحتوي على 5143 صندوقًا و 168 كيسًا من الذهب والأشياء الثمينة الأخرى بسعر رمزي قدره 409.625.870 روبل. في 3 مايو 1920، تم تسليم هذا المخزون بالكامل من الأشياء الثمينة إلى قازان ووضعه في مخازن البنك. ومن الناحية العملية، كان هذا بمثابة خلاص القوة السوفييتية من الإفلاس المالي.
واستمر البحث عن الذهب. قيل للينين عن ذهب الأميرالمسؤولين القيصريين القدامى في وزارة المالية. لكن البلاشفة قرروا الاستيلاء عليه وحافظ الأمير على الحياد ولم يثير أي أعمال عدائية. تم إرسال قائد عسكري سوفيتي مشهور، عاش معظم حياته في آسيا الوسطى وكان يعرف اللغات المحلية وعقلية الشعوب المحلية، كقائد لجبهة تركستان. هو جاء على اتصالمع مجموعة من شباب البخاريين واستخدمهم في عمليته. وفقًا لخطته، كان من المفترض أن يعارض الشباب البخاري الأمير، ويعلنوا "الثورة"، وإذا لم يتنازل الأمير عن السلطة، يلجأون إلى السلطات السوفيتية في طشقند طلبًا للمساعدة. تم التفكير في كل التفاصيل في محادثة شخصية بين السيد فرونزي وفايزولا خودزاييف.
بدأت الاستعدادات للعملية في أوائل أغسطس. كان لدى فرونزي 10 آلاف جندي و40 بندقية و230 رشاشًا و5 قطارات مدرعة و10 سيارات مصفحة و11 طائرة تحت تصرفه. وكان جيش الأمير، الذي يشبه حشدا غير منظم، يبلغ عدده 27 ألف شخص، لكن لم يكن لديه سوى رشاشين وعدة بنادق قديمة.
تمركز الجيش البلشفي بأكمله في 12 أغسطس 1920 في مواقعه الأصلية. تم إنشاء أربع مجموعات من القوات - شاردزوي وكاجان وكاتا كورغان وسمرقند. العملية برمتها سارت بدقة وفقا للخطة. وفي 23 أغسطس، كما تم الاتفاق، تمرد "بلاشفة بخارى" وطالبوا الأمير عليم خان بالتنازل عن السلطة. رفض الأمير هذا الطلب وبدأ الاستعداد للحرب. فيما يتعلق برفض الأمير الامتثال لمطالب المتمردين، توجهت قيادة الشباب البخاريين في 29 أغسطس إلى فرونزي بطلب تقديم المساعدة في القتال ضد الأمير. وافقت القيادة السوفيتية على الفور على هذا الطلب، وفي نفس اليوم بدأت العمليات العسكرية ضد بخارى، والتي أطلق عليها اسم "عملية بخارى". وكما كان متوقعًا، كانت العملية عابرة، ولم يواجه الجيش الأحمر مقاومة واقتحم بخارى في الأول من سبتمبر. ولكن لم يكن هناك أمير ولا ذهبه في المدينة.
سرت شائعات في المدينة مفادها أن الأمير فر من جدوفان في 31 أغسطس وأخذ ثروة كبيرة تكفي لبناء بخارى ثانية. كما عثروا على أحد حراس خزانة الأمير الذي قال إنهم حملوا على العربات كمية كبيرة من سبائك الذهب والمجوهرات والماس بحجم غير مسبوق وأحزمة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة والمرجان واللؤلؤ وكتب دينية نادرة ومصممة بشكل جميل والتي كانت غنية جدًا ببخارى - قبة الإسلام. (انظر الحرب في الرمال. تحرير م. جوركي م. 1935، ص 313).
لم يتمكن الأمير من الذهاب بعيدًا بهذه الأمتعة وأمر فرونزي الطيارين بالعثور على الهارب. وسرعان ما اكتشف أحد الطيارين في الطريق إلى كارشيإحدى قوافل الأمير المكونة من 40 عربة محملة حتى أسنانها بالأكياس والصناديق و20 جمالاً محملة. وكانت القافلة مصحوبة بمفرزة من سلاح الفرسان قوامها 1000 شخص (المرجع نفسه، ص 307).
وفقًا للقيادة البلشفية، لا يمكن أن تكون هذه سوى إحدى القوافل. وسرعان ما تمكن جنود الجيش الأحمر من الاستيلاء على ثلاث عربات مليئة بالذهب وأكد السائقون أنها كانت تحمل ذهب الأمير، لكنهم لم يعرفوا مكان تسليمه، فقط تم إعطاؤهم الطريق دون تحديد الوجهة النهائية (المرجع نفسه ص 1). 313). كان على القافلة أن تتبع مسارات الجمال بعيدًا عن الطرق الرئيسية.
أصبح من الواضح للسيد فرونزي أن الأمير قرر المغادرة إلى أفغانستان عبر الممرات الجبلية، وإخفاء الجزء الأكبر من خزنته في مكان آمن.
كان بإمكانه أن يفعل ذلك في كرشي أو شهريزياب أو جوزار. ألقى فرونزي أفضل وحداته لملاحقة الأمير. وكان مهتمًا بشكل خاص بالشهريزياب، حيث يعيش أقارب الأمير من ذوي النفوذ، والذين يمكن أن يأتمنهم على أمواله. لم يكن مخطئا. توقف الأمير لمدة يوم في شهريزياب، وبحسب معلومات من السكان المحليين، غادر باتجاه جوزار. لم يكن من الصعب تحديد عناوين التخزين المحتمل لخزانة الأمير، وقريباً موظفو تشيكا وجدكنوزه.
في 6 سبتمبر 1920، أبلغ فرونزي رئيس المديرية السياسية لجبهة تركستان (1888-1935) ف. كويبيشيف: «تم أخذ كمية هائلة من الذهب والأشياء الثمينة الأخرى من شهريزياب. يتم وضع كل هذا في صناديق ومختومة، وبالاتفاق مع اللجنة الثورية، سيتم نقلها إلى بنك سمرقند. (أعمال مختارة لـ M. V. Frunze. T. 1، موسكو 1957، ص 343).
على ما يبدو في شهريزيابتم العثور على الجزء الأكبر من كنوز الأمير. أما الباقي فقد سرقته مفارز البسماشي قرباشي بقيادة إبراهيم بك الذي عينه الأمير قائداً أعلى لقوات بخارى.
وانتهى الأمر ببعضها في جبال بايسون، حيث تم تخزينها في مرافق تخزين طبيعية يصعب الوصول إليها. كان هناك بشكل أساسي السجاد ونسخ القرآن التي صنعها الخطاطون الموهوبون في بغداد والقاهرة في القرنين الخامس عشر والسابع عشر والأواني المنزلية المصنوعة من الذهب والفضة والخزف الصيني وغير ذلك الكثير. وما حدث لهم لا يعلمه إلا الله.
قبل عام 1927 كانتتحت حماية مفارز الخيالة لكورباشي إبراهيم بك. كانوا يأتون إلى هنا من وقت لآخر ويتحققون من سلامة الأشياء الثمينة. ونشر الكهنة شائعات مفادها أن في هذه الكهوف تعيش أرواح أمراء بخارى القتلى الذين تحولوا إلى ثعابين سامة تحرس ممتلكات عليم خان وأي شخص يلمسها سيتحول أيضًا إلى ثعبان جبلي. وسيعيش في هذه الحالة إلى الأبد.
أخبر أحد المشاركين في حركة البسماشي مؤلف هذه السطور عن هذا الأمر في عام 1958. كما روى كيف أنه من وقت لآخر، بناءً على طلب الأمير الذي عاش في كابول وكان يعمل في تجارة أستراخان، تمت مصادرة بعض الأشياء الثمينة وإرسالها إلى عناوين مجهولة.
وتم توزيع نسخ من القرآن الكريم على كهنة سمرقند، وسقط بعضها في أيدي السكان المحليين. لقد كانوا محميين كضريح. أصبحت هذه الشائعات فيما بعد أساطير وقدمت أساسًا تاريخيًا للكتاب الذين كتبوا الروايات التاريخية. صحيح أنهم أثروا اختراعاتهم الخاصة.
تم نقل ذهب الأمير إلى سمرقند، ومن هناك بالسكك الحديدية إلى طشقند. من طشقند عبر أورينبورغ، حيث تم القضاء على "ازدحام دوتوف" بحلول هذا الوقت، توجهت إلى موسكو. وبهذا السعر تم إنشاء جمهورية بخارى الشعبية السوفييتية.
هكذا تم تنفيذ كل "الثورات الديمقراطية" على المشارف الوطنية للإمبراطورية القيصرية.
ما مدى تشابهها مع "الثورات الديمقراطية" الحديثة، أو ما يسمى. "الربيع العربي" نظمه المستعمرون الجدد.
تبين أن تجربة البلاشفة مطلوبة في الظروف الحديثة.
12 خبر. uz
تحميل...
